موقف الإسلام من علو الهمة
الإسلام دين العزة والكرامة، ودين السمو والارتفاع، ودين المجد والاجتهاد، فليس دين ذلة ومسكنة، ولادين كسل وخمول ودعة.
ولذلك فالإسلام يحض على علو الهمة، ويحث المسلمين على التحلي بهذا الخلق، ويوجههم على طرق اكتسابه ويحرص على تربيتهم عليه، ويبين لهم جميع الطرق الموصلة إليه.
فمما يلاحظ في دين الإسلام أن الإيمان والعمل قرينان، قال تعالى
إلا الذين ءامنوا وعملوا الصالحات فلهم أجر غير ممنون ).
والعمل هو الظاهرة المادية لعلو الهمة في النفس؛ لأنه هو التحرك الجاد الذي تبذل فبه الطاقات لتحصيل أي غاية من الغايات.
ومن تربية الإسلام للمسلمين على هذا الخلق ـ أن وجههم لكسب الرزق المباح عن طريق الكدح والعمل، كما وجههم في المقابل إلى أن يترفعوا عن مسألة الناس، وعلمهم أن اليد العليا خير من اليد السفلى، فمنع القادر على الكسب من بسط كفه؛ للإستجداء، إذا كان في استجدائه إراقة لماء وجهه بين يدي من تكون يده هي العليا.
ومن الأحكام القائمة على رعاية هذا الخلق أن التبرعات لا تتقرر إلا بقبول المتبرع له؛
ولهذا قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ:" لأن يأخذ أحدكم أحبلا، فيأخذحزمة من حطب، فيكف الله به وجهه ـ خير من أن يسأل الناس أعطي أو منع".
ومن مظاهر تربية الإسلام لخلق الهمة أن حثهم على التسابق في فعل الخيرات، والتنافس في الأعمال الصالحات، التي تنال بها الدرجات العالية في الدنيا والآخرة، ومن مظاهر تربية الإسلام لأهله على علو الهمة ـ أن وجههم للدعاء، والدعاء باب عظيم من أبواب الهمة؛ فبالدعاء تكبر النفس وتشرف، ومن أعظم مظاهر حث الإسلام على علو الهمة ـ أن وضع الأمة الإسلامية موضع قيادة البشرية؛ فأمة الإسلام هي الأمة الوسط، وهي الشاهدة على جميع الأمم